لماذا التركيز على المحافظة على الكائنات الحيّة؟

لم تعد جهود حماية الحياة البرية من حيث المحافظة على الكائنات الحيّة على نفس قدر الأهمية في مجال المحافظة والبيئة كما كانت في السابق. كانت العديد من المنظمات المعنية بالمحافظة على الحياة البرية في العالم تضع أهمية كبيرة على الكائنات الحيّة، ولكن مع مرور الوقت أصبح غالبية التركيز والتمويل يُعطى إلى أولويات بيئية أخرى، وفوق ذلك توسّع نطاق الاهتمام ليشمل تخصصات أخرى.

في البداية، كان المهتمون بالمحافظة على أنواع الكائنات الحيّة، وأغلبهم كان في الأصل إمّا صيّاد أو من محبي الحيوانات أو حتى هاوٍ محب للطبيعة، يعملون لأسابيع وشهور في الميدان، أمّا اليوم يتم جزء كبير من جهود المحافظة على الكائنات داخل المختبرات أو يأتي في شكل خطط وتحليلات تُجرى داخل مكاتب. ومع أنَّ جميع هذه الأشكال من الأنشطة، سواء في الميدان أو داخل المكاتب، تمثل أهمية محورية للأهداف التي تسعى إليها جهود المحافظة على الكائنات الحيّة حول العالم، فإن تراجع الجهود القائمة على العمل الميداني كتخصص ضمن الحركة البيئية المتطورة هو ظاهرة مثيرة للقلق تستدعي التصدي لها

مقاربة ديناميكية للمحافظة على فصائل الكائنات الحيّة حول العالم

سعى الصندوق إلى إتاحة برنامجه للمنح الصغيرة لجميع جهود المحافظة بدون تحيز أو تمييز سواء من ناحية الموقع الجغرافي أو النوع، فلا يحكمه سوى الطلبات المقدمة وتعليمات القائمة الحمراء للكائنات المهددة بالانقراض للاتحاد الدولي لصون الطبيعة.

يولي الصندوق معظم اهتمامه بالتمويل المالي إلى الكائنات التي تصنفها القائمة الحمراء على أنها معرضة للانقراض من الدرجة الأولى (CR) أو مهددة بالانقراض (EN) أو لا يُعرف عنها الكثير (غير متوفرة المعلومات [DD]). هذا وتضم القائمة الحمراء حوالي 1000 نوع من الكائنات التي يُعتقد أن أعداد الموجود منها أقل من مائة، ويرى الصندوق أن كل واحدة منها تستحق جهود المحافظة والتمويل.

ومن هذا المنطلق، ففي نظر الصندوق يجب أن تحظى الفطريات بذات أهمية الأسد، ويخصص الصندوق دعمه طبقًا للتأثير الذي سيحققه المشروع المقترح على حماية كائن معين مهما كان دور هذا الكائن في النظام البيئي أو علاقته بالإنسان.

كما تدل كثرة أنواع الكائنات الحيّة التي يدعمها الصندوق، بالإضافة إلى الأدوار العدة التي يضطلع بها الصندوق لتحقيق أهدافه، أنه رغم أهدافه المحددة المتمثلة في دعم الأنشطة الفردية والجماعية الموجهة لحماية الكائنات الحيّة، فطرقه في العمل ديناميكية إلى أقصى حد.

وتُمثل هذه الديناميكية القوة الحقيقية للصندوق كمساهم عالمي في جهود الحماية، وتعكس التزام متوارث بتنفيذ الأعمال الخيرية وجهود الحماية في إمارة أبوظبي التي احتضنت برامجًا كبيرة ناجحة في مجال حماية أنواعًا مختلفة تتراوح من المها العربي إلى الغزال والحُبارى وبقر البحر والسلاحف البحرية.

ويحتل هذا الالتزام المتوارث قلب أعمال صندوق ‏‏‏‏‏‏محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية الذي يسعى سعيًا دؤوبًا لتجسيد وصون التقدير الراسخ في دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه العالم الطبيعي وتنوعه الحيوي عبر منهجه الفريد والعالمي بامتياز للأعمال الخيرية والمحافظة على الكائنات الحيّة.