في ضوء الثورة التكنولوجية العالمية الدؤوبة والمتواصلة، فليس من الغريب أن تتضاعف وتيرة إيجاد حلول ذكية في مجال جهود العمل الميداني للمحافظة على الكائنات الحية.

ففي شمال المحيط الهادئ، تُستخدم تكنولوجيا متقدمة – كانت حكرًا على القطاعين العسكري والاستخباراتي – للبحث عن نبتة متوطنة في هاواي ظل الاعتقاد حتى وقت قريب أنها منقرضة في البرية.

حيث استخدم باحثون من حديقة النباتات الاستوائية الوطنية (NTBG) على جزيرة كاواي طائرات بدون طيّار (UAVs) في بحثهم عن نبتة “مفقودة” وهي هاو كواهيفي (hau kuahiwi) من عائلة الخطمي تُدعى باللاتينية Hibiscadelphus woodii، ومع أنها لم تُكتشف إلا في عام 1991، فهذه النبتة القريبة للخطمي (الكركديه)، ببتلاتها فاتحة اللون المتموجة كشرائط تغليف الهدايا، شُوهدت آخر مرة ميتة في البرية في عام 2011، ولهذا اعتبرها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة منقرضة.

هذا وتعيش هذه النبتة على حرف جرف منحدر في منطقة نائية في وادي كالالاو في كاواي. وفوق أنه مستحيل على البشر الوصول إلى معظم مناطق الجرف في جزر هاواي، المشهورة كمناطق تنوع حيوي، الأهم أن الجرف منحدر بشكل كافٍ لردع حتى أشجع الماعز التي تفتك بجميع أنواع النبات. ومع ذلك، فهذه المنطقة تمثل خطرًا من نوع آخر للنبتة في شكل نباتات دخيلة وانزلاق الصخور، مثلما حدث في أواخر التسعينيات من القرن الماضي الذي قاد في النهاية إلى موت آخر مستعمرة معروفة لهذه النبتة.

إلا أنه بمساعدة منحة قدرها 6,000 دولار أمريكي من الصندوق، استخدم علماء النبات في حديقة النباتات الاستوائية الوطنية طائرة بدون طيّار لمسح الجروف ليكتشفوا ثلاث عينات للنبتة المفقودة، مما يعطي أملاً أن غيرها من العينات نجت وعاشت في مناطق لا يمكن الوصول إليها، كما يمكن أن تقود عمليات المسح هذه إلى الكشف عن وجود أنواع أخرى كان يُعتقد أنها منقرضة في البرية.