مع أن الطائرات بدون طيّار ومثيلاتها البحرية حققت ثورة في جهود مسح المناطق التي يصعب على البشر الوصول إليها على كوكبنا، إلا أنها لا تضاهي التقدم الذي حققته التجارب المعملية في علوم المحافظة على الكائنات في العقود الأخيرة.

ولا أفضل من مثال على ذلك من التقدم المذهل في مستوى فهمنا للحمض النووي، فقد ولّت أيام الفحوص الدقيقة للعينات لتحديد أين تقع في شجرة الحياة الضخمة، وحلّ محلها اليوم الحمض النووي، ومازالت التطبيقات المرتبطة بهذا الاكتشاف المذهل تتشعَّب باستمرار لتُثمر مجالات جديدة.

هذا وتُمثِّل إحدى هذه التطبيقات أهمية خاصة للمهتمين بتحديد الكائنات المهددة بالانقراض على أرض الواقع، فاستخراج الحمض النووي البيئي وفحصه يساعدنا على اكتشاف كل نوع موجود في منطقة معينة ويغنينا عن المسح الميداني اليدوي المعقد والمستهلك للوقت.

وفي هذا الصدد، وفّر الصندوق أربع منح لمشاريع تستخدم هذا المنهج الابتكاري الجديد، يهدف اثنان منهما إلى العثور على سلحفاة سوينهو ذات الصدفة اللينة (Rafetus swinhoei) التي تعيش على حافة الانقراض في فيتنام. ويهدف المشروعان، اللذان يعملان في خطين متوازيين، إلى رصد وجود هذه السلحفاة في البحيرات الواقعة بجانب هانوي (بمنحة قيمتها 11,400 دولار أمريكي) باستخدام الحمض النووي البيئي من جهة، وتوفير تدريب على تقنيات الحمض النووي البيئي (بمنحة قيمتها 5,000 دولار أمريكي) من جهة أخرى.

وقد تعاون برنامج السلحفاة الآسيوي (ATP) التابع لمنظمة الحماية في الهند وميانمار مع رائد حمض نووي بيئي من جامعة ولاية واشنطن لاستخدام هذه التقنية في فحص عينات مياه من بحيرة “خوان خانه” بالقرب من هانوي، وأثمرت جهودهم في العثور على رابع سلحفاة من هذه الفصيلة وتوثيقها بشكل رسمي بعد أن صُوِّرت من بُعد في واحدة من البحيرات المستهدفة.