العثور على الأنواع المهددة بالانقراض التي يمكن أن تظل مختفية لعقود هي مهمة صعبة. ولكن المثال التالي يتخطى كل التوقعات بل ويمكن وصفه بالمهمة المستحيلة، حيث كان المطلوب العثور على طير وصفته منظمة حماية الطيور الأمريكية (ABC) بأنه “من أندر الطيور البحرية وأكثرها تخفيًا في نصف الكرة الغربية”، وفوق ذلك كانت منطقة البحث تغطي آلاف الكيلومترات من محيطٍ ساكن.

تولى هذه المهمة المستحيلة فريق عالمي مِقْدَام من خبراء جمعتهم منظمة حماية الطيور الأمريكية لتحديد مساحات تعشيش طائر النوء أسود الريش (Pterodroma hasitata) المهدد بالانقراض حتى يمكن وضع خطوات لحماية هذه الفصيلة. وبمنحة تبلغ 25,000 دولار أمريكي من الصندوق، سعى الفريق إلى تزويد الطيور بأجهزة تتبع تمكنهم من تعقبها والكشف عن مواقع تعشيشها غير المسجلة. 

ويُطلق على هذه الطيور في الكاريبي اسم “ديابلوتن” الذي يعني “الشيطان الصغير” بسبب صراخه الليلي عند خروجه للصيد، حيث تطير محلقة عبر آلاف الأميال من المحيط المفتوح، معتمدةً على قدرتها غير العادية في تتبع فرائسها عبر مساحات شاسعة عن طريق تتبع رائحتها. 

وباستخدامهم أقفاصًا تحتوي على خليط من أحشاء الأسماك وغيرها من أنواع الطعم التي تُستخدم في العادة لاجتذاب أسماك القرش البيضاء الكبيرة، تمكّن الفريق من اجتذاب هذه الطيور البحرية المهددة بالانقراض وإمساكها بشباك، ليصبح الفريق أوّل من يتمكَّن من إمساك هذه الطيور وتثبيت بطاقة تتبع لاسلكية على عشرة منها في مايو 2019. 

ويجدر بالذكر أننا حاليًا لا نعرف سوى خمسة مواقع تكاثر لهذه الطيور، تقع جميعها على جزيرة هيسبانيولا، لكن يحدونا الأمل في أن تكشف بيانات التتبع لهذا المشروع عن مواقع أخرى يمكن إدراجها ضمن استراتيجيات المحافظة التي ستضمن المحافظة / الحماية بشكل أفضل على هذه الطيور البحرية النادرة.