تواجه جهود المحافظة على الكائنات الحيّة أصعب وأحلك الظروف المناخية، من لهيب الحمم البركانية في تيناكولا إلى التجمُّد في أنتاركتيكا، ويتناول مثالنا القادم جزيرة صغيرة للغاية في جنوب الأطلسي تعمل كنقطة تمركز لنوع مختلف تمامًا من جهود الاستقصاء والبحث.

فبمنحة قدرها 8,000 دولار أمريكي من الصندوق، يعمل العلماء في جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية على دراسة سمكة سن أنتاركتيكا (Dissostichus mawsoni) التي يغلفها الغموض في بحر القارة المتجمِّدة، وذلك بهدف تعزيز المعلومات عن هذه الفصيلة ودورة حياتها دعمًا لإنشاء منطقة بحرية محمية جديدة تم اقتراحها.

وكانت سمكة سن أنتاركتيكا قد خضعت للعديد من الدراسات بسبب قدرتها المدهشة على إنتاج بروتينات تساعد على منع دمها من التجمُّد في هذه البيئة المتجمدة، لكن تبقى طرق تكاثرها وعاداتها غامضة.

وجدير بالذكر أن هذه السمكة تلعب دورًا محوريًا في نظام المنطقة البيئي حيث تقتات عليها العديد من كائنات أنتاركتيكا الأخرى مثل الحوت والفقمة وحتى الحبّار الضخم، ولذلك تُعدّ السمكة فصيلة رئيسة في سلسلة الغذاء ويلزم على هذا الأساس وضعها في الاعتبار عند دراسة إنشاء منطقة محمية.