“

نمر الماء” هو أحد الألقاب التي تُطلق على فصيلة ويناد محسير (Neolissochilus wynaadensis)، وهي سمكة قوية وخفيفة الحركة تعيش في المياه العذبة في جداول المرتفعات وأنهار إقليم غاتس الغربية في الهند، وتحديدًا في هضبة ويناد، على ارتفاع بين 400 – 1100 متر.

لكنها لسوء الحظ لا تتمتع بنفس الاهتمام العالمي مثل نظيرها المفترس البري النمر المهدد بالانقراض (Panthera tigris) على الرغم من أنها مدرجة على أنها مهددة بالانقراض بشكل حرج – بل هي أكثر تهديدًا بالانقراض.

تنتمي سمكة ويناد محسير إلى الأسماك الشبوطية المستوطنة، وهي جزء من عائلة أسماك الكارب. ويصل طولها إلى ثلاثة أمتار ووزنها حتى 50 كجم. وهي أيضًا سمكة طرائد مهمة في مناطق من جنوب وجنوب شرق آسيا ومعروفة بأنها واحدة من “أصعب الأسماك قتلًا”. ويمكن أيضًا العثور عليها في تجارة أسماك الزينة ولكنها للأسف معروفة وموثقة بشكل ضعيف للغاية.

يعد الحفاظ على هذا الفصيل أمرًا بالغ الأهمية لأنها سمكة قرب قمة الهرم الغذائي وتؤدي وظيفة بيئية مماثلة للنمور في الغابة (ومن هنا جاءت التسمية!).

كان الصيادون بالسنارات يجتازون الهند على أمل مجرد رؤية سمكة ويناد محسير واحدة. وشبهها الصيادون الإنجليز بسمك السلمون الأوروبي. وكانت أسماك المياه العذبة الكبيرة هذه تحظى بشعبية كبيرة خلال الحقبة الاستعمارية، لكنها عانت منذ ذلك الحين من انخفاض شديد حيث فقدت ما يصل إلى 80 ٪ من أعدادها في العقد الماضي. لكن أعدادها الدقيقة غير معروفة، إلا أنها في بعض الأنحاء، مثل منطقة كوداجو بولاية كارناتاكا، لا تزال متوفرة بأعداد كبيرة.

حدد مدير المشروع في كي آنوب من جامعة كيرالا للمصايد ودراسات المحيطات التهديدات المختلفة التي تواجه هذا الفصيل مثل الصيد المفرط والتلوث وتجارة أسماك الزينة إضافة إلى الفصائل المجتاحة. كما يعد تدمير الموائل وبناء السدود من العوامل المساهمة في انقراضها.

بالاستفادة بمنحة قدرها 23900 دولار، قام زرع في كي آنوب وفريقه 2500 نوع من الأشجار المحلية في مناطق التكاثر المتوقعة للسمكة، مما يحسن من صحة النهر، ويمنع تآكل التربة ويوفر الموئل المحسن على ضفاف النهر. كما كان هناك أيضًا دافعًا لزيادة الخبرة المحلية والقوى العاملة للمحافظة مع دراسة العلوم التقليدية لإدارة مصايد الأسماك. وقدم تمويل صندوق محمد بن زايد أيضًا دعامة مهمة لتوظيف القبائل المحلية التي تعيش في المنطقة خلال جائحة كوفيد-19.