يصاحب اكتشاف أنواع مهددة بالانقراض أو إعادة اكتشاف أنواع ساد الاعتقاد بانقراضها في البرية إحساس جميل بالرضى عن النفس، إلا أن إعادة توطين هذه الفصائل ورؤيتها تتكاثر وتزدهر في بيئاتها لا يضاهيه شعور. من هذا المنطلق، ساعد الصندوق أحد متلقي المنح في بولينزيا الفرنسية على إعادة توطين حلزون شجرة راروو اسمه العلمي (Partula dentifera) المتوطنة وغيرها من حلزونات هذه الشعبة على جزر الجمعية.

تمكن عالم الأحياء الدكتور تريفور كوت مع دعم الصندوق بقيمة 24,000 دولار أمريكي من إعادة توطين هذه الحلزونات التي كانت في يوم من الأيام تعيش بأعداد كبيرة على جزيرتي راياتيا وهواهاين اللتين شهدتا موجات انقراض كارثية، كما يسعى الدكتور كوت إلى إعادة توطينها باستخدام طرق سبق لها أن أحرزت نجاحًا في كل من تاهيتي وموريا في مشروع سابق تلقى هو الآخر دعمًا من الصندوق.

إلا أن إعادة توطين الأنواع الحيّة عملية محفوفة بالمصاعب. بالنسبة لتوطين الحلزونات، كانت المصاعب الرئيسة في شكل عدويّن مفترسين من ألد أعداء هذه الحلزونات، وهما حلزونة Euglandina rosea ودودة غينيا الجديدة المسطحة (Platydemus manokwari)، وتمثل الأخيرة الخطر الأشد إذا أخذنا في الاعتبار انفجار أعدادها في كل من راياتيا وهواهاين في الآونة الأخيرة، مما قوَّض من جهود إعادة توطينها بشكل تجريبي على الجزيرتين، ولكن يبدو أن غزو الدودة المسطحة بدأ في التراجع، وأصبح إعادة توطين هذه الحلزونات حلمًا قريب المنال. ولكن تأهبًا لاحتمال أن تواجه الحلزونات المعاد توطينها هجومًا معاديًا من جيرانها المفترسة، سيقوم الفريق بتفقدها كل ساعة على مدى الأسبوع الأول من إعادة توطينها المخطط إتمامه في سبتمبر 2019.