الجزر هي عادة أول كتلة أرضية تتأثر بموجة المد والجزر. لكن عندما تكون موجة المد جائحة عالمية والجزيرة هي جزيرة أوتيلا بهندوراس، تتفاقم المشكلة. ولأن أوتيلا موطن عدد من الفصائل المهددة بالانقراض، وأبرزها الإيغوانا الشائكة الذيل وعظاء بيكا أنولي، وهما فصيلان الزواحف التي يقلق بشأنها تحديدًا توم براون من مؤسسة “كاناهاو أوتيلا” للأبحاث والمحافظة.

مؤسسة “كاناهاو أوتيلا” هي جزء من مؤسسة كاناهاو للمحافظة على الحياة البرية، وهي منظمة غير حكومية مسجلة حديثًا في هندوراس. وهي شبكة غير ربحية من علماء البيئة الذين يركزون على أبحاث التنوع البيولوجي والمحافظة عليه. وتهدف المؤسسة إلى إجراء الأبحاث على التنوع البيولوجي الأرضي لجزيرة أوتيلا، وفهرسة ترصدات الفصائل إضافة إلى تقييم تعدادها ودعم المحافظة على الأنواع والأنظمة البيئية المهددة.
شكلت جائحة كوفيد-19تهديدًا لاستمرار دراسة الفصيلين المذكورين، إضافة إلى الهيكل التنظيمي البيروقراطي للمؤسسة بسبب خسارة عائدات السياحة نتيجة القيود الحكومية المفروضة.
ودمرت قيود السفر المفروضة بسبب بالوباء نموذج إيرادات السياحة البيئية الذي استندت إليه أعمال المحافظة. وأدرجت كلتا الإيغوانا الشائكة الذيل وعظاء بيكا أنولي بأنهما من الأنواع المهددة بشكل حرج بالانقراض في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. وجرى أولًا التعرف على التهديدات التي تتعرض لها هذه الأنواع بفضل الدراسات السابقة التي مولها صندوق محمد بن زايد.
بالاستفادة بمنحتين إغاثتين لوباء كوفيد-19 يبلغ مجموعهما 31685 دولارًا أمريكيًا من صندوق محمد بن زايد، تم سداد إيجار المبنى، بالإضافة إلى مرافق العمل والعيش الأساسية ومستلزمات التنظيف والطعام للموظفين والمتدربين المحليين. كما أمكن تغطية تكاليف السفر في الجزيرة، بما في ذلك رحلة واحدة بالقارب شهريًا لمسح ومراقبة المواقع في المناطق النائية.
وساعدت منح إغاثة كوفيد-19 الصادرة من صندوق محمد بن زايد أيضًا بشكل حاسم، على الاستفادة من 7،700 دولار إضافي كتمويل من مؤسستين أخريين. ونتيجة لذلك، فإن موجة الدعم تتيح بقاء المؤسسة غير الحكومية الجديدة فوق سطح الماء بينما تبحر في التسونامي الذي أتى في شكل الوباء.